الوصفة الإلهية للحب

استوقفتي إحدى المقولات الشهيرة لـ " وليم شكسبير " إذ تقول : " لا تكون المحبة محبة إن هي تحولت متى أتيح التحول" .

صديقتي الغالية.. هل حاولتِ من قبل أن تبرهني محبتك لشخص لا يثق بمحبتكِ ؟ أو حاولتِ يوماً  أن تتأكدي من صدق محبة أحدهم لكِ؟؟

إن الإجابة عن هذين السؤالين تكشف عن حقيقة هامة جداً ألا وهي أن المحبة الحقيقية الصادقة تُبرهن بالأفعال أكثر من الأقوال.

خلال قراءاتي بالفترة السابقة – استوقفتي بشدة قصة واقعية تحكي عن جندي وصبي بوّاق – كلُُ ُ منهما اشترك بالخدمة العسكرية أثناء إحدى الحروب. الصبي البوّاق كان يُدعى " ولّي هلط" لم يتجاوز عمره عندئذٍ الثانية عشر. كان"ولّي" مؤمناً تقياً يداوم على الصلاة وقراءة الكتاب المقدس يومياً. حدث أنه قد تم فصل "ولّي" إلى خيمة تتألف من سبعة جنود آخرين لم يعرفوا قط عن محبة الله.. من بين السبعة جنود الذي تحكي عنه قصتنا اليوم ..جندي يُدعى " بل" .

ذات يوم دعا الكولونيل المسؤول سَريّة الجنود للاستعراض – فإن سارقاً منهم تم تتبعه إلى الخيمة التي كان يقيم بها " ولي " و " بل".

وفي محاولات باءت بالفشل لكشف السارق.. أصدر الكولونيل إنذاراً إلى السرية بأكملها بأنه سيُمهل السارق فرصة أخيرة للكشف عن نفسه وتلقي عقوبته ،وإن لم يكشف عن نفسه فإن كل جندي بالسرية سوف يُجلد على ظهره بالسياط عشر جلدات ، ولكن إن تقدم أحدهم لتلقي العقوبة سوف يتم العفو عن باقي الجنود.

عندئذٍ تقدم " ولي" لتلقي العقوبة نيابة عن السارق.

ثم أمر الكولونيل أن يُعرى ظهر " ولي" ، وإذ تلقى " ولي" الجلدات المروعة ، وقع مغشياً عليه.

لم يعد " بل" يحتمل هذا المشهد المؤلم ، فصاح معترفاً بأنه هو السارق والمستحق للعقاب.

وعلى صوت صياح " بل" ، استفاق " ولي" من إغمائه معلناً أنه سيتلقى كامل العقوبة لأن الكولونيل لا يستطيع أن يتنازل عن كلمته.

بالطبع، على أثر الجلدات التي تلقاها " ولي" لم تلتئم جراحاته التي أودت بحياة هذا الصبي ، ولكن قبل رحيله إلى السماء سأل " بل " صاحبه : " لماذا فعلت ذلك بدلاً مني ، فأنا لا أستحق ما فعلت ؟ ، فجاء رد " ولي" بسيطاً وعميقاً بذات الوقت إذ قال : " لقد حاولت مراراً أن أخبرك كم يحبك الله لكنت كنت تهزأ بكلامي .. ففكرت بأنني إذا تلقيت العقاب نيابة عنك ، فقد يساعدك هذا على أن تفهم كم أحبك الرب يسوع إذ مضى إلى الصليب ليحل محلك ويموت من أجل خطاياك". ..

وقبل انطلاق "ولي" إلى السماء أدرك " بل" عمق محبة الله وفداءه المجاني في شخص ربنا يسوع المسيح .. تلك المحبة التي وهبها الله لكل البشرية بكل سخاء ورفق فائقين.

 

لقد كانت محبة الله من خلال شخص يسوع المسيح هي المحبة الكاملة والباذلة ليأخذ هو القصاص عني وعنكِ وعن كل البشرية ، ليكون لنا من خلال عمله الكفاري – خلاصاً مجانياً وحياةً أبدية .. ألا نقبل اليوم هذه الوصفة الإلهية للحب؟!