إنكار الذات : الطريق إلى الصلاح الشامل


تخيل أن تكون تائهًا في الصحراء لأيام طويلة، وقد قارب طعامك وشرابك على النفاذ ثم تجد أحد البدو الذين يعرفون تلك الصحراء جيدًا ويقول لك: سر ورائي لأعود بك إلى الواحة أو المدينة، ماذا ستفعل؟
لاشك أنك ستسير خلفه وتطيع حكمته. الله هو الخالق وهو يعرفنا جيدًا، يعرف جيدًا الطريق الذي ينبغي أن نسير فيه لنصل إلى الحياة. لاتوجد حكمة أعظم من أن نطيع حكمة الله ونخضع لقيادته. إنه يقودنا إلى طريق مختلف عن الطريق الذي سرنا فيه وتُهنا. إن الله يقودنا إلى طريق الحياة والصلاح الكامل-الطريق الذي إذا سرنا فيه سنختبر تغييرًا حقيقيًا لكل جوانب وجودنا الإنساني.
إذا سرنا في هذا الطريق، سنكتشف أن الأحمال الثقيلة التي كنا نحملها قد صارت خفيفة، والجوع والعطش إلى الفرح والمعنى قد صار شبعًا وفيضًا علينا وعلى الآخرين. هذا لا يعني أننا لن نعاني في هذا الطريق الجديد. سنعاني بينما تُقتلع من داخلنا الأفكار القديمة وطرق الحياة السابقة، لكن هذه المعاناة ستضيع وتذوب في تيار الحب والأمان والشعور بالقيمة والهدف الذي نحصل عليه من هذا الطريق الجديد. قبل أن نسير في هذا الطريق، ينبغي أن نوضح ماذا يقصد بإنكار الذات، وما الذي لا يقصد. ليس مقصودًا كراهية الذات أو رفضها، إنما المقصود هو ألا تكون الذات هي المحور و المركز والهدف والمقصد. وهذه هي طريقة الحياة في ملكوت الله: أن يكون الله هو الملك والمركز والهدف.
دالاس ويلارد وراندي فرازي- كتاب تجديد القلب – ترجمة د. أوسم وصفي