حقائق عن الله

 

يعلن الكتاب المقدس أربع حقائق عن الله.

أولا: الله روح

 وذلك يبينه بكل وضوح في حديثه مع المرأة السامرية عند بئر سوخار.

ولكن ماذا نفهم من كلمة روح؟ هل هي سحابة، أم أمر مخيف؟

قال الرب يسوع لتلاميذه" جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" من هنا نرى أن الروح لا جسد له ومع ذلك فإن له كياناً وقوة. كم من الصعب علينا أن نفهم ذلك بعقولنا البشرية المحدودة.

الروح لا تحصره قيود الجسد المحدود، وهو ليس عرضه للقلق أو الهم أو التغير. وعندما يعرف الكتاب المقدس الله بأنه روح فهو يعني أنه غير محدد بجسد معين ولا بهيئة خاصة ولا بحدود أو قيود البتة، وهو منزه بصورة مطلقة عن القياس، ولا يمكن أن تراه الأعين التي تقتصر قوة إبصارها عن الأشياء الجسدية.

لهذا، فالله يستطيع أن يكون في كل مكان في آنٍ واحد، وهو يستطيع أيضاً في آن واحد أن يسمع كل شيء ويرى كل شيء.

أما نحن فلا نستطيع ، لذلك نحاول أن نصغر الله إن جاز التعبير.. حتى يصبح ضمن حدودنا البشرية.

ولكن معرفة أن الله غير محدود أبدي لا يتغير تعيننا على التغلب على كل شك ، تعيينا أيضاً على تقدير قدرة الله على انجاز ما نعجز نحن عن انجازه. وعند هذا الإدراك، مشاكل كثيراً لدينا ستحل، مثل مشكلة العناية الإلهية، السلطان الإلهي في التاريخ، مشكلة الوحي الذي أوحى به الله إلى الرجال الذين كتبوا الكتاب المقدس.

ثانياً : الله شخص

نقرأ في صفحات الكتاب المقدس هذه الكلمات، "يقول الله"، "يفعل الله" "يحب الله" وهكذا. ننسب إلى الله ما ننسبه إلى الشخص من صفات. فالشخص يشعر ويفكر ويريد ويرغب، فهو يمتلك جميع الصفات المعبرة عن شخصيته.

الله يملك أسمى درجات الكمال المطلق وهو يشعر ويفكر ويحب ويغفر. وهو يشاركنا ما نواجهه من مشاكل وما نقاسيه من أحزان.

الله: قدوس وبار

الله نور وليس فيه ظلمة البتة. فهو الكائن الأسمى الذي لا يتطرق إليه لوم أو نقص.

وهنا يجد الإنسان نفسه عاجزاً عن إدراك هذا المفهوم، حيثما سرنا نرى أنفسنا غارقين في الخطأ والقصور، لذلك يصعب علينا أن ندرك القداسة الشاملة الفائقة لله.

يبين الكتاب ا لمقدس أن عرش الله مرتكز على أسس القداسة، ويرجع سبب وجود المسافة الشاسعة بين الله القدوس والإنسان غير التائب، أن الله قدوس لكن الإنسان بعيد كل البعد عن القداسة. كما يخبرنا الكتاب المقدس أن آثامنا قد صارت فاصلة بيننا وبين الله وسترت وجهه عنا حتى لم يعد بإمكانه أن يستمع إلينا.

إن طهارة الله ونقاءه لا يسمحان له بأن ينظر إلى الشر والخطيئة. وقد كانت بين الله والإنسان شركة وألفة قبل أن تدخل الخطية الجنس البشري، غير أن هذه الشركة قد انقطعت ولن يستطيع الإنسان أن يستعيد هذه الشركة إلا من خلال شخص ربنا يسوع المسيح.

والإنسان الخاطئ لا يستطيع بذاته تغيير نفسه ولولا أن الله برحمته أرسل ابنه يسوع المسيح ليكون جسراً بين الله والإنسان ، لبقي الإنسان هالكاً إلى الأبد.

رابعاً : الله محبة

أصبحت كلمة" المحبة" أكثر الكلمات تعرضاً لإساءة الاستخدام، فنقول مثلاً نحب أن نسافر ونحب سيارتنا، ونحب بيتنا، ونحب أصدقائنا وجيراننا أو لا نحبهم، وهذا ما يجعل فكرتنا غير واضحة عن محبة الله.

"محبة الله " لا تعني أنه لن يكون هناك عقاباً على الخطية، ولكن محبة الله هي التي دبرت خطة الفداء وهي التي أرسلت الرب يسوع المسيح إلى الصليب.

إن الله يحبك، ولولا تلك المحبة لما كان لأحد منا رجاءً في الحياة الأبدية، ولكن نشكر الله لأنه محبة وأن محبته لنا دائمة وأبدية. "لأن الله قد بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا".

صحيح أن المسيح قد هيأ الطريق للرجوع إلى الله ، ولكنه لن يرغمك على إتباعه ، لأن الله لا يفرض نفسه على أي إنسان وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل لتكون له الحياة الأبدية".

لقد قدم الله لنا رحمته ومحبته اللانهائية. لكن يتوقف على كل منا أن نؤمن ونقبل تلك المحبة فننال الخلاص بها.

يجب أن نقبل الله بالإيمان ، الإيمان بابنه يسوع المسيح ، فتتلاشى من أذهاننا كل الشكوك ، لأننا سنعرفه المعرفة الاختبارية عن اختبار شخصي وعلاقة شخصية بيننا وبين الآب.