الخداع

صديقتي الغالية ..

من برنامج لمسات شافية أحييكِ وأقدم لكِ أرق تحياتي..

هل تعرضتِ يوماً للخداع؟ هل توسمتِ في أحد الأشخاص خيراً ، ثم خيَّب آمالِك وتوقعاتِك؟ أو ربما خانِك تقدير أمرٍ ما ، واحتسبتِ نتائج إيجابية رائعة ، ولكن حالفكِ الفشل لأسباب خارجة عن إرادتِك؟

إن كانت إجابتِك بالإيجاب، فأنا أولاً أود أن أُحيي فيكِ صراحتِك وصدقِك مع نفسِك، لأن الاعتراف هو السبيل المؤدي إلى النور.
ثاني الأمور الهامة التي أود أن تتأصل في داخلِك هو ألا تلومي نفسِك ، ليس تنصلاً من المسئولية ، لأنني بعد قليل سوف أتحدث معكِ عن دورِك الشخصي، ولكنني أود أن أدفعِك إلى عدم النظر إلى الوراء وتأنيب نفسِك على ما فات ، إذ قال أحدهم : "الماضي هو شيك منتهي ، والغد ما هو إلا كمبيالة مستحقة ، أما اليوم فهو ما تمتلكه بين يديك"، مما يعني أن إيلام نفسِك على ما حدث معكِ في الماضي لن يفيد شيئاً .

إن التفكير في محاولة الانتقام من الشخص المخادع أو الثأر للنفس ليس مسلكاً نحو الأمام ، إنما هو في حقيقة الأمر هُوة تحفرينها لنفسِك ، وبكل أسف سوف تأسرِك في ماضيكِ. ولكن ما تمتلكينه هو اليوم – أقصد الحاضر الذي تعيشينه .

هل تشعرين بالألم الناتج عن تجربة خداع سابقة؟
أنا أُقدِّر تماماً عمق هذا الشعور وشدة ألمه، ومع هذا التقدير ، أشجعِك أن تفتحي جراحاتِك أمام الله ليصب هو زيتاً شافياً عليها ويكون هو بلسماً لجراحِك لأنه يعدنا بهذه الكلمات الذهبية :" رأيت طرقه وسأشفيه وأقوده  وأرد تعزيات له ولنائحيه . خالقـــًا ثمر الشفتين سلام سلام للبعيد وللقريب قال الرب وسأشفيه"( إشعياء 57 : 18 ، 19).
عزيزتي .. إننا في أصعب الأوقات نتعلم أعظم الدروس وأعمقها، إننا نتعلم الحكمة، الثبات، الاتزان، النضوج. إننا نتعلم أن نستند على يد الله القديرة التي تريد أن تُمسِك بنا وتقودنا في مسالِك الحياة التي نجهل أن نخطو فيها بأنفسنا أو بالاتكال على حكمتنا أو خبرتنا ، كما نقرأ في كلمات( المزمور 119 : 71 ، 72) " خيرُ ُ لي إني تذللت لكي أتعلم فرائضك . شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة".

أما عن دورِك الإيجابي والعملي، فأنا أود أن ألخصه لكِ في بعض النقاط التي أراها هامة:

· تحققي جيداً من المعلومة التي تحصلين عليها . لا أقصد بالطبع أن تصِلي إلى مرحلة الشك وصعوبة التصديق، ولكن ليكن عقلِك هو الميناء الذي ترسو عليه المعلومات التي تصل إليكِ.

· ضعي شروطاً تضمن صلاحية اختياراتِك ، إذا توفرت تحركي نحو الأمام بخطى ثابتة وإن لم تتوفر ، راجعي نفسِك في الوقت المناسب.

· سمّي الأشياء بأسمائها الحقيقية، مهما بدت صعوبة هذه الكلمات ولكن هذا الصدق سوف يكشف القناع عن أي زيف كامن بالأمر.

· كوني منفتحة لتغيير اتجاهِك إذا اكتشفتِ خطأه، فكلما استطعتِ تقصير خط العودة كان ذلك أفضل لسلامة نفسِك.

· كوني مرنة في أسلوب تفكيرِك وقدرتِك على إحلال اقتراحات بديلة للخروج من الموقف الخطأ. 

· كوني قوية الإرادة وقاطعة عند شعورِك بعدم الارتياح ويقينِك بعدم صلاحية الأمر، فلا داع ٍ للمغامرة إزاء أمور تثير الريب أو الشكوك، فمثل هذا التراجع يسمى قوة عزيمة وليس ضعفـــــــاً.

صلاتي أن يحفظ الرب نفسِك وطرقِك ويقيكِ من أية شرور. 

مع خالص محبتي