الحماس

الحماس هو القوة الدافعة التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا، وهو السبيل المؤدي إلى إطلاق طاقتنا المحدودة لنحقق مزيدًا من الإنتاج  بقدرات تتخطى محدوديتنا. 
صديقتي الغالية..هل شعرتِ يومًا بأنكِ شرعتِ في عمل ما بحماسٍ ورغبة مستعرة، ثم انطفأت حماستكِ وبدأتِ تمارسين هذا العمل بنوعٍ من الرتابة وفقدان الدافع؟

إن كانت إجابتكِ بالإيجاب، فالخطوات العملية التالية  ربما تساعدكِ على اكتساب الحماس لنتذوق عذوبة كل ما نفعله:

عمقي جذوركِ
القيم هي جذور الحماس الحقيقية. تعد شجرة البامبو التي تُزرع بقارة آسيا، شجرة عجيبة، إذ تمتد جذورها تحت الأرض لمدة خمس سنوات تحتاج لري ورعاية، ثم تنمو بسرعة إلى أعلى..
تكمن صعوبة هذه الفترة في أننا لا نرى أية ثمار..لذا علينا بهذا الوقت أن نتحلى بالصبر..فالثمر الناضج الوفير بكل تأكيد سيكون حصاد لكل جذور عميقة امتدت اصلها ونمت في تربة خصبة.

لذا عمقي جذورك وقويها بالتفكير الإيجابي، والنظر دومًا نحو أهداف سامية تحققينها بعملكِ..فكلما سمت أهدافنا، احببنا ما بين أيدينا من عمل،الأمرالذي سيعمل كوقود داخل كياننا لتحقيق ماتصبو إليه أنفسنا من أهداف مهما بذلنا من مجهود.

تحملي مسؤولية نفسكِ
أنتِ المسئولة عن عملكِ وانجازكِ أو عدم انجازكِ. لذا كوني انتِ مديرة أعمالكِ ..ابدئي بالعمل، راجعي نفسكِ، صححي أخطائكِ، اتقني ما بين يديكِ، وابحثي عن افضل الوسائل لانجاز عملكِ بجودة وكفاءة.

برغم احتياجنا جميعًا إلى سماع كلمات المدح والتشجيع ،إلا أننا أحيانًا لا نحظى به إن كنا في بيئةٍ منافسة.
لذا، انجزي ما بين يديكِ بكل أمانة، اعتمدي على تشجيعات الروح القدس بداخلكِ، وثقي أن الله يرى عملكِ ويعرف دافع قلبكِ ومن يده ستكون مكافئتكِ ليس من يد بشرٍ.

صححي أفكاركِ
لقد خلق الله الذهن الإنساني بآلية عمل تسير تجاه ما يبث فيه من أفكار، كلما كانت افكارنا ايجابية، استطعنا أن نحرز أهدافنا بشغفٍ واستمتاع، أما إن كانت أفكارنا سلبية عن أنفسنا أو الناس من حولنا أو عن نوعية العمل الذي نقوم به، فبكل تأكيد سوف تثبط همتنا  وتفتر عزيمتنا.

تحلي بروح التحدي
لو  لم توجد تحديات بحياتنا لأصيب الإنسان بالاكتئاب، وهناك أقوال لشخصيات تاريخية طموحة، مثل قول هانيبال: "لو لم أجد طريقا للنجاح فسأصنع الطريق "، وقول فورد: " لو تأخر علي النجاح، سأمضي بدونه".

اتصلي بسر القوة
عمقي علاقة حية متجددة مع شخص الله ..إله كل نعمة ومصدر كل معونة، الذي يمنطقنا بالقوة ويقيم على صخرة أرجلنا مهما اشتدت رياح الحياة العاتية أو انقلبت أعمدتها..يبقى هو حجر الزاوية الذي لا يتزعزع..ونبقى نحن فيه بإيمان راسخ وقلب ملتهب مفعم بالحماس والنيران الإلهية..
كان جورج السادس، ملك انجلترا يبث الحماس في نفوس شعبه إبان الحرب العالمية الثانية بالكلمات التالية: " وقلت لرجل كان واقف عند باب الفناء أعطني سراجًا فأسير في المجهول آمناً. فأجابني " أخرج إلى الظلمة ويدك في يد الله وهو يكون لك أفضل سراج أأمن لك من المعلوم" 

مع خالص محبتي وتقديري
لمسات شافية