الوصفة الإلهية للسعادة الزوجية

كيف يتحد الزوجان المسيحيان ويصيران وحدة واحدة على المستوى الروحي والعاطفي والنفسي والجسدي؟
  احتاج الرد على هذا السؤال كثيراً من البحث والدراسة لإيجاد صورة واضحة عن كيفية تكوين تلك الوحدة إلا أنني في السطور القادمة سأتناول بعض النقاط الهامة التي تُعين في الرد على هذا السؤال.
هناك ستة مفاتيح لتحقيق السعادة الزوجية
  • النضوج 
  • التواصل
  • الخضوع 
  • الصلاة
  • الحب   
  • المسيح
إن المفاتيح الستة السابقة الذكر مبنية على أساس كتابي، لذا كان استخدام تلك المفاتيح هو طريق الوصول للسعادة الزوجية.
 
أولاً النضوج  إن أول مفتاح يضمن السعادة في الحياة الزوجية هو النضوج، فالنضوج يعني التحرر من الأنانية و التخلي عن الدوافع الشخصية.
يتصف الأطفال بالأنانية، إذ إنهم يطلبون ما يريدونه بسرعة ولتحقيق رغبة شخصية دون النظر إلى مناسبة ذلك بالنسبة للآخرين ولهذا فإننا نصفهم بعدم النضج.
  إن الكثير من الصراعات الزوجية تحدث كنتيجة لطغيان الدافع الشخصي دون النظر إلى اهتمامات الطرف الآخر ، لذا عليكِ أن تُقرري سبيلاً مختلفاً يهدف إلى إسعاد الآخر أولاً .
" لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً " (فيلبي 2 : 4)
 
أشجعكِ على إصلاح ما قد تلف ( ما سببته الأنانية ) باتخاذ سلوك مختلف. دربي نفسك على التحلي بالروح الوديعة التي تقدم الاعتذار عند الخطأ.
ثانياً الخضوع  قيل أنه "لا يمكن أن  ُتقاد سفينة واحدة بواسطة ربانين ". إن هذا المثل حقيقي جداً ولا سيما في البيت المسيحي. ولعل أحد الأسباب التي تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية هو عدم رغبة الزوجة في الخضوع لزوجها ، وأحد تبريرات هذا الأمر أن الخضوع يندرج ضمن التقاليد القديمة ولكن ثبت أنه عندما تنطفئ روح الخضوع في البيت نتطفئ معها أيضاً روح الفرح . لقد دبر الله أن يكون الرجل هو رأس وقائد البيت لذا فإن عدم خضوع المرأة لزوجها هو كسر لوصية إلهية." أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة ، وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شئ"( أفسس 5: 22-24)
   *الخضوع هو أحد الأدوات الهامة التي يستخدمها الله لتحقيق السعادة الزوجية.
" الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شئ "
 ( رومية 8 :32 ) والسؤال هو إن كان الله قد دفع ابنه الوحيد ليموت عوضاً عنا كيف إذن لا يعطينا كل شئ يؤدي إلى سعادتنا؟
  إن زرع بذار الطاعة والخضوع يقود إلى جني حصاد البركة والسعادة والعكس صحيح.
ثالثاً الحب  لا توجد كلمة على الإطلاق استهلك استخدامها ، تشوه معناها ، وأسئ فهمها أكثر من هذه الكلمة. فهي في كثير من الأحيان تُقال لتصف الانجذاب الجسدي، الشهوة، الرغبة الشخصية، التعاطف. أما الكتاب المقدس فإنه يخبرنا عن الحب على هذا النحو:
" المحبة تتأنى و ترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شئ وتصدق كل شئ وترجو كل شئ وتصبر على كل شئ . المحبة لا تسقط أبداً".
ادرسي هذه الصفات، واختبري محبتكِ هل هي تتفق مع مقاييس الله أم لا ؟
تلخيص لبعض صفات الحب الإلهي
  • حب إرادي
  • حب معطي بلا مقابل
  • حب مملوء بالاحترام
  • حب مملوء بالثقة
  • حب ممتع
 رابعاً التواصل  لعل أحد الأسباب التي تؤدي إلى فشل أو تعثر الحياة الزوجية هو الافتقار للغة التواصل والتفاهم بين الزوجين، فبعد أن كان من السهل في فترة الخطوبة الاسترسال في الحديث وتبادل وجهات النظر بتفهم وهدوء يبدو أن المسؤوليات وضغوط الحياة وكثرة متطلبات الأسرة قد تضعف من إمكانية التواصل مما يؤدي إلى فتور العلاقة بين الطرفين.
 بعض أسباب الافتقار للتواصل  (أسلحة قاتلة للتواصل الزوجي)-الانفجار أثناء الحديث وهو رد فعل لغضب مكبوت وهي طريقة ضعيفة للتعبير عن الغضب -----عادة يستخدمها الرجال.

2-الدموع عادة تستخدمها النساء، وعلى الرجل أن يميز بين الدموع التي تسيل بسبب العاطفة، الضغط، الفرح أو الشفقة على النفس.
3-الصمت يلجأ الكثيرون إلى الصمت كحل وسط ما بين الانفجار في الحديث والدموع، إلا أن الصمت هو سلاح غاية في الخطورة والسبب وراء ذلك يرجع إلى أن الصمت يكسر التواصل بين الزوجين مما يسبب آثاراً نفسية وخيمة على الطرفين، وكبت الغضب يسبب أمراضاً مختلفة كارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض.
 
الأسلوب الأمثل للتواصل1- عبري عما بداخلك من عتاب بروح المحبة وتأكدي تماماً من وجود هذه الروح بداخلك أثناء الحديث حتى في أوقات لفت انتباه الطرف الآخر لشأن قد أغضبكِ.
2- لا تفقدي أعصابكِ، تذكري دائماً أن الحكمة تأتي حيث الهدوء.
3- لا تُكرري اعتراضكِ على أمر بل عبري عما بداخلك مرة واحدة.
4- لا تتخذي دائماً الموقف الدفاعي بل اتركي الفرصة للطرف الآخر أن يعبر عن وجهة نظره وكوني مرنة في استقبال رأيه الذي قد يكون مخالفاً لوجهة نظركِ.
5- كوني موضوعية راغبة في الوصول إلى نقطة تلاقي ولا تحاولي إثبات أنكِ كنت على حق على حساب مشاعر الطرف الآخر.
6- تذكري دائماً أن تصلي أن يحفظ الله وحدتكما سوياً.

خامسا ً المسيح  
 إن أكثر أنواع الحياة دفئاً وسعادة هي تلك التي يكون فيها المسيح مركزاً للحياة بجملتها. لذا إن كان المسيح له مكانة السيد والملك والمُخلص لحياتكما الشخصية عندئذٍ سيكون هو أيضاً سيداً على زواجكما مما يحقق السعادة المرجوة، والكتاب المقدس يخبرنا أنه إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون.
اسألي نفسكِ هذا السؤال بكل أمانة" أين هو المسيح من بيتي ومن حياتي؟"ثقي في وعده الذي يقول من يُقبل إلىّ لا أخرجه خارجاً..إنه فاتحُُُُُُُ ُ ذراعيه ليقبلكِ ابنة له على حساب عمل نعمته، ومما لا شك فيه أن المسيح هو أعظم مفتاح للوصول إلى الحياة الزوجية السعيدة.
 
سادساً وأخيراً الصلاة  إن الصلاة للآب السماوي هي أفضل وسيلة للتواصل بين أي طرفين.
كثيرُُُ ُ من الزيجات قد تحول مسارها للأفضل بمجرد ممارستها للصلاة المنتظمة، مما لا شك فيه أن أعباء الحياة كثيرة.. عليكِ أن تصلي حتى يرفع الله عن زوجكِ أثقاله، وأن يعطيه الحكمة لقيادة بيتكما..احرصي على إيجاد فرص منتظمة للصلاة سوياً والتي تُعد من أثمن أوقات حياتنا.
لا  تنتظري حتى تشتد صعوبات الحياة وتجذب أرجلكما جاثية على الأرض طالبة الله بل تعلما أن تعرفا الله من خلال الصلاة الآن حتى إذا ما اشتدت ظروف الحياة تكونان قادرين على الصلاة لله الذي سبق لكما أن عرفتماه واختبرتماه كصديق حميم.
  صديقتي العزيزة ..لقد دبر الله أن تكون الحياة الزوجية ممتلئة بالسعادة والحب، إن كنت ترغبين أن تنالي تلك الحياة عليكِ أن تلتصقي بشخص الله الذي يستطيع أن يمنحكِ الفرح ويوردكِ إلى مياه الراحة.
 
صلاة....
أبي السماوي أريد أن تكون حياتي بالكامل ملكاً لشخصك
أريدك أن تصير أنت مالكاً عليّ ومدبراً لكل أموري
إنني اليوم أودع حياتي بجملتها بين يديك
لتصير أنت مخلص حياتي ورب لبيتي وأسرتي
وأعيش وفق إرادتك وأسلك في حقك
أعنّي طوال طريقي  في اسم المسيح آمين
 
لمسات شافية