أساليب حديثة للتربية الإيجابية

تؤكد الدكتورة نبيلة السعدي، أخصائية التواصل بالمركز المصري للاستشارات الأسرية والزوجية، أن الأسر لابد أن تكون بيئة تربية جيدة، يجد الأطفال من خلالها الاحترام والحب وإشباع الاحتياجات عبر علاقات ناضجة متوازنة مع الوالدين والإخوة، وهناك أساليب إيجابية لابد أن يتبعها الوالدان فى تربية أبنائهما، ومن أهمها: الأساليب الديمقراطية، وهو الطريقة التي يتعامل من خلالها الوالدان مع أبنائهما عن طريق الإقناع بالحوار والنقاش والتوجيه بهدوء مع التشجيع والاحترام وتحمل المسئولية، وهناك مجموعة من السلوكيات مضمونها يظهر القبول والحب للطفل، ويظهر هذا الأسلوب في الاهتمام بالأبناء وتلبية مطالبهم ورعايتهم وإشباع حاجاتهم للحب والاحترام وتقدير الذات.

وتضيف على الوالدين أن يتناقشا مع أبنائهما وينصتان إليهم جيدًا لأن هذه الطريقة تعلمهم الحوار مع الآخر والانفتاح والمرونة، بالإضافة إلى تعلم تحمل المسئولية بعد الاختيار، علمًا بأن المسئولية يجب أن تعطى للأبناء قدر وعيهم بها ووعيهم بنتائج الأفعال.

وعلى الوالدين أن يراعيا الفروق الفردية بين الأبناء لأن كل طفل يختلف عن أخيه، وهي فروق فردية في كل شيء من الجسم إلى الشخصية إلى القدرات، وبالتالى يجب عدم إلقاء اللوم على الأبناء لاكتسابهم الصفات الوراثية، مثل الذكاء، فقد يكون أحد الأبناء ذكيًا والآخر أقل منه، ويجب الوعي بأن التربية والتنشئة هي تفعيل إمكانيات وليست خلق إمكانيات، والهدف من التربية هي الوصول بإمكانيات الطفل لأقصى حد مع صحة نفسية جيدة.

وتشير نبيلة إلى أن أحد علماء النفس لاحظ أن التربية بشكل عام تقوم على التعزيز السلبي والعقاب، أي أن الطفل يعاقب بالحرمان أو إيقاع الألم عليه، إذا أخطأ، ولا يكافأ على السلوك الصحيح، وبالتطبيق العملي الآن نجد أن هذه الملاحظة تتم بالفعل وكأن الطفل يجب أن يفعل السلوك المرغوب فيه دون أي مكافأة، ولكن حين يخطئ يعاقب بشدة، ولكن لابد أن تقوم الأسر بالتعزيز الإيجابي لأنه أكثر فاعلية من العقاب، بالإضافة إلى أنه يقوم بتوصيل رسائل الحب والتقدير والاحترام.

وتعتبر تبادل الأدوار بين الوالدين والأبناء من الأمور الخطيرة في التنشئة، لأن هذه المهمة مكلف بها الوالدان لذا يجب أن يكون خيوط التحكم والتوجيه بيديهما لا بيد الأبناء، لذا يجب أن يكون الوالدان حازمين منذ البداية في أول موقف فيه فقد للسيطرة وحقوق الوالدين حتى لا ينزلقان إلى وضع يكون دورهما فيه الاستجابة والانصياع للأبناء غير الواعين الذين تسيطر عليهم مطالب مراحل عمرية معينة مع تواضع الخبرات.

المصدر: اليوم السابع