الاساءة للأطفال

" إزاي أساعد طفلة اعتدى عليها؟"

 هذا هو عنوان الرسالة التي تسلمتها من إحدى الصديقات المستجدات للبرنامج..

لكل المهتمين بالاطلاع على المقالات التي يتم نشرها من خلال موقع برنامج لمسات شافية .. أود أن أرحب بكم في موضوع جديد من موضوعاتنا التي تأتي من عمق ما يصلني من احتياج أو سؤال يحتاج للرد عليه..

ومن هذا المنطلق يأتي موضوع حديثنا في هذا المقال عن كيفية مساعدة الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم..

أصلي كثيراً لكل من هو /هي في موقف مساعدة طفل /طفلة تم الاعتداء عليها أن يمنحكم الرب حكمة ومعونة خاصة جداً من شخصه المبارك ليشفي كل من تم الاعتداء عليهم من هذه الخبرة الأليمة.

أود في البداية أن أشير إلى أن نسبة الإساءة التي تحدث للأطفال من البنات في العالم كله هي بمعدل يتراوح ما بين 20 – 30 %
أما عن الآثار النفسية المترتبة على هذا الأمر فهي فقدان الثقة ، اختلاط المشاعر السلبية ، الشعور العميق بالاغتراب عن المجتمع المحيط، تحدث أيضاً بعض الاضطرابات السلوكية ، احساس دفين بالحزن، الخوف الذي قد يصل إلى حد الهلع، الاحساس بالعجز والاستسلام، بالإضافة إلى امكانية التعرض لبعض أعراض الاكتئاب مثل القيء ، الصداع ، آلام المعدة ، ربما اضطرابات في النوم أو الطعام أو ضعف القدرة على التركيز.

أما عن كيفية مساعدة الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم فهي تنحصر في النقاط التالية:

يجب تدعيمهم بالثقة والحب غير المشروطين وعدم إشعارهم بالذنب أبداً أو إلقاء اللوم عليهم( لأن  المعتدي دائماً يضغط على ضمير الطفل/الطفلة حتى يعفي نفسه من المسئولية).
يجب إعطاء الأطفال الفرصة للتعبير عما حدث معهم بدون خجل أو خوف من رد الفعل ، وذلك لكي يعبروا عن مشاعرهم واحساسهم بالفقد بكل صراحة وحرية.
يجب رفع صورة الطفل الذاتية وتأكيد مقبوليتنا له/لها ، ويجب أيضاً أن نعمل على بناء ثقتهم بأنفسهم .

يجب تأكيد محبتنا لهم وتقديرنا لما حدث معهم( المقصود أن نؤكد لهم بأن ما حدث معهم من اعتداء هو حادث تعرضوا له وليس أمر هم فعلوه ).
التركيز الأساسي يجب أن يكون على اشعار الطفل بالأمان وأن الخبرة السلبية التي مر/مرت بها لن تتكرر مرة أخرى.

يجب تنمية قدرة الأطفال ومساعدتهم لكي يتمكنوا من رفض من يحاول أن يعتدي عليهم ويجب أيضاً منحهم القوة النفسية وتمكينهم حتى يستطيعوا مقاومة المعتدي إما بالصراخ، أو استدعاء شخص أكبر .

يجب الاهتمام بإيجاد هؤلاء الأطفال المُعتدى عليهم في مناخ صحي مملوء بالدفء والحب والتفهم مع دعمهم بالثقة والأمان اللازمين خصوصاً في هذه المرحلة.
أخيراً والأهم من كل ما سبق ، يجب الصلاة مع الأطفال ومن أجلهم حتى تتلامس أعماقهم مع محبة الله الحانية والشافية.. فكلمته المقدسة تقول: " رأيت طرقه وسأشفيه وأقوده وأرد تعزيات له ولنائحيه. خالقاً ثمر الشفتين سلام سلام للبعيد وللقريب قال الرب وسأشفيه" ( إشعياء 57 : 18 ، 19 ).

أصدقائي ، إن كانت لديكم المزيد من التساؤلات حول هذا الموضوع، فلا تترددوا في مراسلتي على العنوان الالكتروني الخاص بالبرنامج أو على صفحة فضفضة ، وثقوا أن أسئلتكم ستكون موضوع اهتمام خاص من جانبي..

مع محبتي وصلاتي
لمسات شافية